بعيدا عن الحروب التي تقتل البشر هناك حرب تكنولوجية مندلعة في أيامنا بين مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي (FBI) والحكومة الأمريكية محورها هاتف "آيفون".
بعد هجوم سان برناردينو بولاية كاليفورنيا والذي ذهب ضحيته 14 شخصا طلبت الحكومة من "آبل" فك شيفرة صاحب الهاتف لمعرفة دوافع الهجوم والتوسع في التحقيق.
على الفور رفضت "آبل" طلب الحكومة معتبرة أن هذا الأمر خرق لخصوصية المستخدم عدا عن أنه "يسهل على القراصنة اختراق بيانات المزيد من الهواتف" حول العالم. هذا ما حصل مع نظام "iOS 9" الجديد على سبيل المثال.
المعركة المستعرة لم تنته هنا لا بل مرشحة للتصاعد بشهادة الرئيس التنفيذي للشركة تيم كوك الذي أعلن أنه مستعد للذهاب بالقضية إلى المحكمة العليا مشبّهاً فك شيفرة "آيفون" بمرض السرطان!
> تقنيا.. ماذا ستفعل "آبل"؟
توازيا مع المعركة القضائية القادمة، كشفت صحيفتا "نيويورك تايمز" و"فاينانشال تايمز" أن مهندسي "آبل" – وفي حال طلب من الشركة الكشف فك الشيفرة مرة أخرى – يعملون على تطوير طرق تشفير جديدة لتخزين النسخ الإحتياطية على "آيفون" و"آي كلاود" بطريقة لن تتمكن "آبل" بنفسها من اختراقها.
بمعنى أوضح، كل تغيير في كلمات السر وكل إجراء لنسخ إحتياطية يتخزّن لدى خوادم شركة "آبل". أما ما قد تفعله الشركة حاليا فهو إغلاق هذا الباب ما يعني أن أي تحديث تجريه في هاتفك لن تعلم به الشركة الأمريكية وبالتالي لن لا قدرة بعدها لمكتب التحقيقات الفدرالي على الوصول لمعلوماتك الخاصة.
إذا تحقق هذا الأمر ستكون خطوة "آبل" تاريخية بامتياز إذ سيصبح الهاتف أكثر أمانا، ويصبح حامل "آيفون" مطمئنا إلى حد كبير (إفتراضيا حتى الآن).