لطالما كان السعوديون من الأوائل الذين يحاولون دائماً إثبات أنفسهم في بلادهم وفي دول العالم.
نسمع كثيراً عن قصص النجاح التي كان أبطالها شخصيات عرب لا بل تحديداً شخصيات سعودية عملت وثابرت كثيراً لتحقّق هذا التقدّم والتطوّر.
الشيخ عبدالله بن خليفة بن سعيدان، هو رجلٌ سعودي لكن حياته ليست كباقي الناس. فهو أول سعودي وطأت قدميه أرض الولايات المتحدّة الأمريكية عام 1909 ليعمل في مجال التجارة. كيف حصل وما هي المشقّات والمراحل التي عاشها؟
كان يتاجر والد عبدالله في المواشي لكنه بعد وفاته انتقل الى مصر حيث عمل هناك في تجارة الخيل وتعلّم كثيراً عن تربية الخيول وكيفية التجارة والتعامل بها. صادف ان وصل مجموعة من التجّار الأمريكيين الى مصر الذين كانوا ينوون شراء الخيول العربية. تعرّفوا الى عبدالله حيث أقنعوه بالسفر معهم الى مدينة برشلونة منها الى مدينة نيويورك على أن يعود بعدها الى الاسكندرية.
استغرق وصوله الى أمريكا المرور بالكثير من المشقّات والتعب والجهد. عرف عبدالله كيف يستغلّ غربته ويستثمرها بأسلوبٍ ذكي ومربح: فدخل الى مجال تجارة الملابس الجاهزة بعد ان تعرّف على شابين عربيين وطوّر مشروعه برفقتهما.
لكن هذا الأخير لم يكتف بذلك، بل عمل على تطوير مشروعه وانتقل الى التجارة بالعقاقير العشبية وأنشأ محلّاً خاصّاً به. مرّت ستّ سنواتٍ فكان قد حان موعد العودة الى أرض الوطن!
عاد عبدالله الى بريدة، المكان الذي ولد فيه وعمل على إنشاء مكان خاصّ به للتجارة بهذه العقاقير وتزوّج وكان له عائلة. عرف بـ "ابي المساكين" لأنه كان يعطف كثيراً على الفقراء والمحتاجين.