أحيانا، يتساءل الإنسان كيف يعيش أصحاب المليارات الذين يجمدون أموالاً طائلة في المصارف وماذا لو أخرجنا هذه الأموال ووزعناها على العالم بتساوٍ، ماذا ستكون النتيجة، وهل نصبح كلنا مليارديرات في هذه الحالة؟
يقدر مجموع الأموال المتداولة حول العالم بما يقراب الـ60 تريليون دولاراً أمريكيّاً بينما عدد سكان العالم وصل لما يقارب الـ8 مليار نسمة، وهنا نستنتج بعملية حسابية بسيطة أن توزيع هذه الاموال بشكل متساوٍ لن يجعل من العالم كله من أصحاب المليارات بل في الحقيقة سيكون لكل شخص مبلغاً يقدر بحوالي 7500 دولاراً أمريكيّاً فقط!
هذه النتيجة تؤكد أننا بعيدين كل البعد عن أن نجعل جميع سكان العالم يعيشون حياة رفاهية فمن المستحيل أن يصبح كل فرد في هذا العالم ميليارديراً، وحتى إن قمنا بتوزيع المال بتساوٍ نجد أن الإنسان عاجزاً عن أن يصبح مليارديراً في دورة حياة كاملة، فإذا حسبنا أن الإنسان سيعيش 80 سنة وأن معدل نمو الإقتصاد العالمي يبلغ حوالي 3% سنوياً سيرتفع المبلغ خلال 80 سنة من 7500 إلى 80 ألف دولاراً أمريكيّاً ما يعني أننا مازلنا بعيدين عن الهدف، ولكن ماذا نستنتج من هذه الدراسة؟
تؤكد هذه الدراسة أنه لكي يصح الشخص ملياديراً فهذا سيسبب إفقار أشخاص كثيرين فهذه الأموال التي تتداول في السوق لا يمكن أن يصبح في يد أشخاص من دون أن تسبب في المقابل فقراً لأشخاص آخرين أكان بشكل مباشر أو غير مباشر، وهذه الأرقام تبين أن لكل شخص يراكم مليار دولار في حساباته فهو سيسبب بإفقار 133 ألف شخص من سكان الأرض في المقابل.
أخيراً ولسوء الحظ تبقى الطريقة الوحيد لأن يصبح الإنسان غنياً هي أن يربح المال على حساب خسارة آخرين وهذه المشكلة لا يمكن معالجتها فالسوق قائم على ذلك، ولذلك تبقى فكرة فرض ضرائبٍ تصاعدية بحسب الأرباح هي الحل الوحيد لضمان حد معين من المساواة بين سكان الأرض.
إقرأ أيضاً: حيوانات بثروات خرافية… بينها كلب يمتلك 375 مليون دولاراً!
