من الأرض يبدو الضوء الأخضر والأبيض كأنه عاصفة بعيدة، ولكن من نافذة طائرة يمكن أن يُنظر إليه بوضوح أنه رجل على ظهر خيل في طبقة التروبوسفير المظلمة.
راكب الحصان هذا هو نتيجة ثلاث سنوات من العمل المضني قام به الفنان ديف لينش، العالم مايك نيكس، والمنفذ هارون نيلسن، ما أثمر نقلة نوعية في عالم الفن والعلوم والتكنولوجيا.
المشروع الذي سمّي "Project Nimbus" هو كالتالي: إسقاط الصور المتحركة مباشرة على السحب من خلال الطائرة.
فشل هؤلاء الثلاثة أكثر من مرة وعانوا نقصا ماديا أثناء القيام بمشروعهم لكن التعاون بينهم أنتج أخيرا فيديو واضحا نشره موقع "New Scientist" عبر حسابه الرسمي على "يوتيوب".
مشروع "نيمبوس" استخدم نسخة الليرز "الزوبراكسكوب"، وهو جهاز صُمم من قبل المصور الرائد إيدويرد مايبريدج عام 1879.
في عام 1870، كُلّف مايبريدج من قبل أحد المراهنين في سباق الخيل بدراسة حركة الحيوانات. عمد إلى تصوير الحركة بكاميرات متعددة وصل عددها إلى 24 بسرعات مختلفة. وضع الصور في قرص لإسقاطها عبر الزوبراكسكوب.
حينها سمحت الصور المتحركة التي كانت لفرس تدعى "سالي غاردنر" أن يلتقط صورا لكل ألف جزء من الثانية ويتيقن أن الحصان الراكض يرفع الحوافر الأربعة عن الأرض في نفس الوقت.
مشروع اليوم هو كتكريم لمايبريدج. لكن هذه الرحلة الشاقة بدأت عام 2007 عندما كان لينش ينجز رسالته للحصول على درجة الماجستير. وكانت الرسالة حينها بعنوان: الأسلحة غير المميتة: الكتابات والمراجع التي قدمها روبرت بنكر عن الأسلحة منذ حرب فيتنام.
في إحدى هذه الأبحاث، اطلع لينش على واحدة من الأسلحة المثيرة: إسقاط إله قديم على الغيوم فوق مدينة العدو من أجل ترويع المواطنين!
منذ ذلك الحين، عمل على تجارب مختلفة كإسقاط الصور على دلافين في البحر من السيارة، حتى تأكد أن صور الليزر هي من تعطي الصورة الواضحة. والنتيجة كانت هذا الفيديو المثير من طائرة "سيسنا 172" الذي يبدو أنه صُوّر ليلا ونهارا.