أن نرى فهدا داخل سيارة شاب خليجي أمر يطرح تساؤلات كثيرة حول كيفية تربية هذا النوع من الحيوانات البرية خصوصا أنها مهددة بالإنقراض بشكل كبير.
على الرغم من أنه حيوان سريع جدا ولا يمكن اللحاق به أبدا إلا أن ترويض الفهد يعتبر أمر سهل لقلة عدائيته.
كانت الفهود مستأنسة من قبل العديد من الشعوب فالمصريون القدماء بها احتفظوا بها كحيوانات أليفة وقاموا بترويضها واستخدامها في صيد الغزلان والظباء والأرانب البرية. كانوا يحملوانها معهم في رحلات الصيد.
هذا التقليد نقل إلى الفرس القدماء ومن ثم إلى الهند، حين واصل أمراؤها عملية الترويض في القرن العشرين.
في عالمنا الحديث لا تزال تربيتهم مستمرة ولكن هذا الأمر لم يمنع من أن تكون عرضة للصيد عبر القتل غير القانوني.
كيف يتم تربية "الشيتا"؟
تحتاج الفهود إلى مساحة كبيرة لا تقل عن هكتار واحد كي تدربها على اصطياد الفريسة لأن المساحات الصغيرة أثبتت أنها تعيق التكاثر وتخفف من خصوبة الذكور.
من أجل تربيتها بشكل أفضل وتقريبها من الإنسان يجب أن يكون الذكور منفصلين عن الإناث.
لدى الفهود احتياجات غذائية محددة جدا إذ يجب أن تكون نسب الفوسفور والفيتامينات الأخرى مرتفهة في نظامها الغذائي.
وهنا يجب الإشارة أن سوء تغذية أنثى "الشيتا" يؤثر على أشبالها في الوقت عينه، لأن نقص التغذية يؤدي إلى الإجهاد الذي يمنع الرضاعة وفي هذه الحالة قد تتخلى عن أشبالها.
أمر آخر هو أن الحديقة العامة هي بيئة صاخبة وغالبا ما تقف عائقا أمام تربيتها.
كيف دخلت الفهود إلى بلادنا؟
كانت الفهود واسعة الإنتشار في شبه الجزيرة العربية. يعرف بالفهد الآسيوي أو الهندي أو الإيراني، كما ويعرف بالفهد العربي في الدول العربية التي كان يقطنها وكان يطلق عليه إسم "الفهد الصياد" في بلاد العرب.
إنقرضت الفهود في هذه البلاد بشكل كبير وباتت معدودة حاليا ويتواجد القليل منها في إيران ونادرا ما تراها في جنوب غرب باكستان.
سبب ذلك إلى أنها تعرضت لصيد غير منظم ويقال أن آخر فهد قتل في السعودية عام 1972. حينها وضع الفهد على قوائم الحيوانات المعرضة للإنقراض.
في أواخر عام 2008 جلبت محمية جزيرة صير بني ياس في مدينة أبو ظبي 3 فهود (ذكران وأنثى) بغية إكثارها في المنطقة.
نصف الجزيرة كان محمية طبيعية للحياة البرية بهدف حماية البيئة وإكثار الحيوانات البرية المهددة بالانقراض في منطقة شبه الجزيرة العربية وإعادة توطينها.
عام 2010، ولد أربعة جراء من "الشيتا" في هذه الجزيرة لأول مرة منذ أربعة عقود. حينها قال المختصون أنها ولدت بصورة حرة وطبيعية، دون تدخل من الإنسان.
يذكر أن عدد الفهود في العالم كله يقدر بنحو 10 آلاف فهد ومعرضة لخطر الإنقراض بقوة خصوصا في شمال شرق إفريقيا.
أكثر من ذلك اليوم بتنا نرى فهودا في سيارات بعض الشباب الخليجي الذين يعملون على تربيتهم وترويضهم في منازلهم، في حين تجري بعض عمليات التهريب إلى بلدان أخرى، عسى ألا تكون هذه العمليات خطوة ضافية في مسيرة الإنقراض لأن البيئة بحاجة إلى بقاء التنوع الحيواني فيها.
- يعتبر الفهد أسرع حيوان بري في العالم وتصل سرعته إلى 113 كلم/ساعة
- تتسارع الفهود من 0 إلى 100 كلم/ساعة في 3 ثوان فقط
- عندما يركض الفهد يستعمل ذيله لتحديد الإتجاه مثلما يحتاج القارب إلى دفة لتحريكه
- قبل أن ينطلق يستخدم عيناه لمسح المنطقة المتواجد فيها من أجل التدقيق بفريسته جيدا التي غالبا ما تكون الظباء أو الأرانب البرية.
- الفهود لا تزأر كالأسود ولكن لديها مجموعة من وسائل الإتصال الصوتية الأخرى مثل الخرخرة وأخرى أقرب إلى صوت الزقزقة مثل الطيور
- تقضي وقتا طويلا في رعاية صغارها وتعليمهم مهارات الحياة الأساسية مثل الصيد
- يبقى الأشبال عادة مع أمهاتهم لمدة سنة ونصف إلى سنتين