نقدم لكم متابعي راجل سلسلة ملهمة من إنجازات رجال أعمال سعوديون بدأوا من الصفر: ياردين قصة نجاح سليمان بن عبد العزيز الراجحي.
يعتبر رجل الأعمال الملياردير الشيخ سليمان بن عبد العزيز الراجحي أحد أهم رجال الأعمال العصاميين الذين أثبتوا قدرتهم في الوصول إلى غايتهم بعزيمة وإصرار، ولك أن تتابع بهذا الخصوص أغنى أغنياء العالم: لائحة بأبرز أسماء الأثرياء السعوديين.
كفاحه مع الفقر
ولد سليمان عبد العزيز بن صالح الراجحي في عام 1928 في منطقة البكيرية إحدى محافظات القصيم في السعودية، ونشأ في عائلة فقيرة، أنتقل هو وعائلته من البكيرية إلى الرياض، والتحق هناك بالدراسة، إلا أنه كان يميل إلى العمل والتجارة، فعمل في كثير من الأعمال مثل: حمال، وحارس بضاعة، وكان في وقت فراغه يتبع الإبل لجمع ما يسقط منها من الحطب لأعمال البناء، واكتسب منذ عمر صغير نظرة شامله على أحوال السوق وتعلم طرق التعامل والبيع والشراء.
أول درجه في سلم النجاح
صعد رجل الأعمال سليمان الراجحي أولى درجات سلم النجاح من خلال فتح دُكان صغير في الطريق الرئيسي في حي المربع، وكان يبيع فيه المنتجات مثل السكر والشاي والكبريت والحلوى، وبعض المنتجات المستوردة من البحرين واستمر بعمله في هذا الدكان حتى عام 1945، واستطاع من خلال هذا الدكان تسديد تكاليف زواجه.
أنتقل بعد ذلك هو وعائلته إلى جدة للعمل مع أخيه صالح في محله وكان مسؤولا عن النشاط التجاري الخاص بالصرافة في جدة ومكة، وكان يحمل الطرود والأمانات ويوصلها على ظهره إلى المطار ليوفر أجرة النقل، كما تاجر أيضًا في الأقفال والأقمشة ومواد البناء، وبدأت أعماله في النمو شيئًا فشيئًا حتى قرر بالشراكة مع أخيه الكبير صالح فتح أول دكان له تحت مسجد عكاشة في جدة.
تأسيسه لمؤسسة سليمان الراجحي
استمرت الشراكة بينه وبين أخيه إلى عام 1971م، حيث قرر كلا الأخوين التركيز على أعمالهما الخاصة، وقتها أسس سليمان الراجحي مؤسسة تحمل أسمه، وبدأ في التوسع بفتح فروع في جدة، وتوسع في المجال المصرفي والمجال العقاري وتمكن من اكتساب سمعة طيبة لدى العملاء والتجار داخل المملكة وخارجها، وبإجماع من أخوته تم الاتفاق عام 1978م على أن يتولى الشيخ سليمان الراجحي العمل في تأسيس شركة الراجحي للصرافة والتجارة، والتي ترتكز في عملها على الصرافة مع بعض النشاطات المتعلقة بالعقار ومواد البناء.
أول بنك إسلامي في المملكة
كان الشيخ سليمان الراجحي خلال فتره عمله في مجال الصرافة وتعاملاته مع المصارف العالمية قلقًا من الموقع في المحظورات الشرعية المتعلقة بالفوائد، وكان على الدوام يستشيل كبار العلماء والمفتيين في المملكة، لذلك بدأ يفكر في تأسيس نهج مبتكر لعمل مصرف إسلامي، وتمت الموافقة على فكرة الشيخ سليمان من قبل الدولة وتم إقرار النظام الخاص بالبنك بعد ما يُقارب سته أعوام، وتم تأسيس البنك عام 1988 تحت اسم شركة الراجحي المصرفية.
بعدها تم التوسع بإنشاء فروع للمصرف في مختلف أنحاء المملكة ليصل إلى ما يُقارب خمسمائة فرع داخل المملكة، ووصلت شبكة الصراف الآلي إلى ما يزيد 2750 صراف في مختلف المناطق إضافة إلى الفروع الدولية للمصرف.
لم يتوقف طموح الشيخ سليمان الراجحي إلى هذا الحد فقد عمل أيضًا في المجال الزراعي والصناعي والقطاعات الغذائية، وأسس شركات مهمة مثل شركة دواجن الوطنية، والشركة الوطنية للصناعة بالإضافة إلى الشركة الوطنية للنقل.
أعماله الخيرية ووفاته
كما كان للعمل الخيري نصيب كبير ممن أعمال الشيخ سليمان الراجحي الذي أسس مؤسسة سليمان بن عبد العزيز الراجحي الخيرية، التي تقدم الدعم المجتمعي في المجالات التعليمية والاجتماعية والصحية، والدعوية، والإعلامية، وبناء المساجد، وغيرها من أعمال الخير، وحصد على جائزة الملك فيصل العالمية في خدمة الإسلام عام 2012.
توفي سليمان الراجحي في عام 2017 عن عمر يناهز 97 عامًا، قضاها في العمل والكفاح، ليتحوّل من مجرد حمال إلى ملياردير ، قدرت ثروته بنحو 5.9 مليار دولار أمريكي، ليحتل بذلك المرتبه الـ107 من بين أثرياء العالم، والمرتبه السابعة بين أغنياء الوطن العربي، وقد أوصى الراجحي بمنح ثلث ثروته إلى أولاده، أما الثلثان المتبقيان فأوصى بهما لشركة الراجحي للأوقاف.
