كوميدي شهير يحقق حلم لاجئة سورية مقعدة ويعيد ممثلا إلى الحياة!

تضامن من نوع آخر مع اللاجئين السوريين. كوميدي شهير واسع الشهرة في الولايات المتحدة الأمريكية يقدم هدية غير معتادة للاجئة سورية عانت ما عانته لتصل إلى ألمانيا.

نجين مصطفى، مراهقة سورية مقعدة تتقن اللغة الإنجليزية بشكل جيد والسبب متابعتها المسلسل الأمريكي الشهير "Days of our lives".

نجين، التي تسكن في مدينة كوباني التي شهدت أشرس المعارك بين الأكراد وتنظيم "الدولة الإسلامية" المتطرف، إضطرت إلى الفرار على وقع حرب دامية على كامل مساحة بلدها. لكن ما حصل معها قصة شبيهةباللاجئ الذي ركلته صحافية فقاوم إلى أن أصبح مدرب ناد إسباني شهير.

طلبت نجين اللجوء إلى ألمانيا وسافرت مع شقيقتها التي تكبرها بتسع سنوات. على كرسيها المتحرك كانت نجين مترجمة لرفاق ورفيقات دربها في محنة اللجوء.

جذبت معاناتها هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" التي جنّدت أكثر من مراسل ومراسلة لمتابعة رحلتها الشاقة. تقول نجين أنها تحلم بأن تصبح رائدة فضاء دون أن تنسى ذكر صعوبة العيش في بلدها. "تخيل أن عمرك 16 عاما وتخشى أن تقتل في أي لحظة" تقول لمراسل القناة فيرغال كين.

قطعت الشابة المثابرة رحلة شاقة بدأت من تركيا ومرت باليونان وكرواتيا وسلوفينيا لتصل أخيرا إلى ألمانيا حيث كان لم الشمل مع أخيها الأكبر.

أما كيف تعلمت الإنجليزية فتقول "في المنزل من خلال برنامجي المفضل "Days of Our Lives"، خاصة من "Sami" (الممثلة أليسون سويني) وEJ (الممثل جيمس سكوت). أحبهما كليهما". وأعربت عن حرنها أن سكوت يتوفى مؤخرا في المسلسل.

على بعد آلاف الكيلومترات، لم يتحمل الكوميدي البريطاني الواسع الشهرة جون أوليفر هذا المشهد. كان جاهزا لتحقيق حلم نجين.

أوليفر هو كوميدي ومعلق ساخر ووجه تلفزيوني معروف في الولايات المتحدة الأمريكية، وبرنامجه "Last Week Tonight with John Oliver" واسع الإنتشار.

عمل أيضا في "The Daily Show"، البرنامج الذي حظي بشهرة عالمية على يد الكوميدي والكاتب الساخر جون ستيوارت الذي أنهى منذ فترة قصيرة مشواره بعد مسيرة حافلة استمرت 16 عاما.

في حلقة أوليفر الأخيرة يوم الأحد الفائت، صوّب سهامه نحو رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على خلفية فضيحة ممارسة الجنس مع خنزير نافق. لكن ما جذب الإعلام الغربي كان فقرة أجمل خصصها لنجين مصطفى.

بعد أن سرد قصة نجين سأل أوليفر باستغراب "كيف يمكنكم ألا تستقبلوا هذه الفتاة في بلادكم؟". ثم أعلن عن مفاجأة في التقرير التالي: "EJ" يدق جرس المنزل ويعود إلى "Sami". يخبرها أنه عاد إلى الحياة أطباء مشعوذين ألمان.

تقف "Sami" المصدومة وتقول "لا أستطيع أن أتخيل المعاناة الرهيبة كي تعود" واغرورقت عيناها بالدموع. لكنه يقاطعها قائلا "ليس بالأمر الكبير. أن أعود من الموت ليس أمرا صعبا. هل تعرفين ما هو الصعب؟ هو الوصول من سوريا إلى ألمانيا".

يتابع "تابعا قصة فتاة مذهلة تبلغ من العمر 16 عاما من كوباني تدعى نجين مصطفى. إنها منا. سوف نلتقي بها ذات يوم" لينتهي المشهد.

هي قصة حقيقية ومؤثرة تروي الكثير عن معاناة اللاجئين. منهم من يموت في البر ومنهم من يموت في البحر. منهم أيضا من يصل كحال نجين التي أكدت "بي بي سي" وصولها إلى دورتموند وتقديمها طلب لجوء رسمي.