تعرفوا معنا لماذا ممنوع على الرجل أن يبكي؟المجتمع يقسو عليه والعلم ينصفه. في هذا المقال، سنتحدث عن عقدة بكاء الرجال، وهل هي صحية، إضافةً إلى تغيّر نظرة المجتمع لهذا الموضوع.
إنَّ العادات التقليدية التي ولّى عليها الزمن، والتي تدعي أنَّ “الأولاد الكبار لا يبكون” تُشجّع الرجال والفتيان على إخفاء دموعهم. لكنّ البكاء يمكن أن يكون شفاءً وضروريًا للجنسين.
عقدة بكاء الرجال
يعتبر بكاء الرجال من المحرّمات في العديد من الثقافات حول العالم، خاصة في الأماكن العامة. ولا يزال الكثير من الناس يعتقدون أنَّ الرجال يجب أن يكونوا رزينين وألاّ يظهروا سوى القليل من المشاعر.
نتيجة لهذه الوصمة، يشعر العديد من الرجال أنه ليس من المقبول البكاء، وقد يخفون مشاعرهم، ويختارون البكاء على انفراد فقط، أو عدم البكاء على الإطلاق.
هل البكاء صحي؟
لكنّ قمع المشاعر، بما في ذلك إخفاء الدموع، يُعتبر أمرًا غير صحيٍ، إذ تؤثر وصمة العار المتعلقة بالصحة العقلية على الأشخاص من الجنسين، ولكن قد يكون الرجال أقلّ عرضة للحصول على رعاية الصحة العقلية بسبب وصمة العار. وقد يكون الرجال أيضًا أكثر عرضة للوفاة بسبب الانتحار.
فلا بأس أن يبكي الرجال، ويمكن أن يكون البكاء وسيلة صحية لمعالجة المشاعر، وسيخلّف مجموعة من الفوائد العاطفية والجسدية، خاصة أنّ إخفاء المشاعر قد يزيد من صعوبة التعامل مع مشاعركم لاحقاً وعدم القدرة على طلب المساعدة.
نظرة المجتمع لبكاء الرجل عبر العصور
يمكن أن تختلف الاستجابات الاجتماعية لبكاء الرجال من ثقافة إلى أخرى، ولكنّها تغيّرت أيضًا بمرور الوقت. فبحسب مقال Aeon لعام 2015، فإنَّ التاريخ مليء بالرجال الباكين. في الواقع، في بعض الحالات، كان البكاء يُنظر إليه على أنه أمر نبيل. من فرسان العصور الوسطى إلى الجنود في “الإلياذة” لهوميروس إلى الساموراي في الملحمة اليابانية “حكاية هايكه”، إرتبط البكاء بالقوة والفضيلة. حتى في النصوص الدينية الكبرى، تمّ تصوير الأنبياء في كثير من الأحيان وهم يبكون.
التغيير في النظرة العامة
ليس من الواضح تمامًا ما الذي تغيّر في مواقفنا تجاه بكاء الرجال، لكن لفترة من الوقت، كان يُنظر إلى الرزانة، ولا يزال يُنظر إليها على أنها مهمّة للذكورة، في حين يرتبط البكاء والضعف العاطفي بالأنوثة.
في الآونة الأخيرة، مع بداية الموجة النسوية الرابعة وزيادة الخطاب حول الذكورة السامة ووصمة العار المتعلقة بالصحة العقلية، بدأ الكثير من الناس يعتقدون أنه يجب أن يكون البكاء مقبولاً للرجال.