لقد كانت بصمات هادي سليمان واضحة. قررت "دار سيلين" خوض التحدي فكانت المجموعة الرجالية الأولى من توقيع المصمم التونسي الأصل.
قبل البدء بالعرض، غطّى اللونان الأبيض والأسود القاعة بإخراج هندسي ملفت. موسيقى "PHILOSOPHER’S CALLING" الخاصة بالعرض من إنتاج "كراك كلاود". كان الأمر غامضاً بعض الشيء لكن سرعان ما زال الغموض. كان من السهل التيقّن أن هادي سليمان يقدّم أفضل ما لديه.
في ساحة كونكورد وضعت كرة معدنية عملاقة تحت ظلال برج إيفل وقوس النصر، كان الجميع متحمسين لرؤية أول عرض من "سيلين" لأزياء الرجال.
لم يخيّب سليمان الآمال بل قدّم عرضا مذهلاً طغى عليها الطابع الإنكليزي العريق استلمها الأخير التي سافر إليها في مايو الماضي وزارها في بداية الألفية الثالثة وتعمّق في الثقافة الإنجليزية.
في هذه المجموعة التي قدمها للشباب البريطاني، كانت الخياطة التقليدية للملابس هي النموذج السائد من دون أن يخفي سليمان الطابع البرجوازي الراقي.
سترة Prince Of Wales على سبيل المثال كانت صوفية وازدانت بنقشات هادئة، ومعاطف واسعة تصل إلى السيقات. قصّات ضيقة للسراويل لفت فيها بعض الألوان الجريئة كالكاكي مثلاً وربطات عنق رفيعة رسمت نموذجاً فريداً في عالم الأزياء. سترات "تيدي"، نقشات من الحيوانات، الجلد المرصّع والقمصان الرقيقة ساهمت جميعها في مجموعة أنيقة لم تخفَ عنها آثار "ديور" و"ايف سان لوران" حيث عمل سليمان سابقاً.