بوادر التغيير والإصلاح باتت ظاهرة وبطريقة علنية أمام أعين الجميع داخل المجتمع السعودي.
ما زال موضوع الاختلاط بين الجنسين، موضوع يتناقشه الفقهاء والعلماء وينقسمون حوله بين مؤيّد ومعارض حول صحّة وسلامة تواجد الرجال والنساء في مكانٍ واحد. لكن القرارات الملكية في الفترة الأخيرة غيّرت الكثير من المفاهيم والمعتقدات وادخلت المرأة الى وسط المجتمع وافسحت لها المجال لتثبت نفسها.
من حرّية قيادة السيارة الى تسلّم الوظائف الحكومية حتى متعة مشاهدة المباريات في الاستادات الرياضية: يمكن القول ان المرأة السعودية كسرت حاجز ووهم الاختلاط وأكّدت للرجل انها قادرة على القيام بالكثير حتى لو ارتدت عبايتها السوداء.
قصّة جديدة شغلت المجتمع السعودي اليوم: وفاة الدكتورة نسرين البنوي داخل إحدى قاعات جامعة الملك عبدالعزيز. تردّدت الكثير من الأقوال ان وفاة الدكتورة كان سببها منع المسعفين الذكور من الدخول الى القاعة من اجل إنقاذها.
إدارة الجامعة، كان لها بيان توضيحي أمام تلك الشائعات والكلام غير الصحيح جاء مفاده ان الدكتورة فقدت الوعي بالكامل أثناء إلقاء كلمتها ما استدعى دخول فريق نسائي طبي الذين قاموا باللازم لها. الى حين هذا الوقت، وصلت سيارة الإسعاف مع 3 مسعفين لكنهم لم يتمكّنوا من الدخول مع السرير الطبي بسبب ضيق مساحة المصعد.
من جهتها نفت الجامعة أي كلام مشاع ان انقطاع المكيف او تعطّل المصعد كان مسبّباً في وفاة الدكتورة: كلّ ما في الأمر انها تعرّضت لنزيف حادّ في الدماغ.
ليس بعيداً عن هذا الموضوع، نعود بالذاكرة قليلاً الى حادثة 5 فبراير من العام 2014، عندما ضجّت السعودية بخبر وفاة طالبة الماجستير آمنة باوزير والتي تركت تموت بسبب تعرّضها لأزمة قلبية حادّة عندما منعت إدارة الكلّية فريق المسعفين الذكور من الدخول الى حرم الجامعة وذلك بحجّة "منع الاختلاط".
كما ولا يمكن ان ننسى الحريق الكبير الذي هبّ عام 2002 في إحدى مدارس مكّة، حيث لاقت اكثر من 14 تلميذة حتفها وماتت حرقاً بعدما منعت لجنة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر دخول رجال الإطفاء وأبقت الفتيات داخل المبنى بحجّة انهن لا يرتدين الحجاب.