"قصة ابريق الزيت" مصطلح يستخدم كثيراً في منطقتنا العربية، هل سمعتم عنه من قبل؟ من لا يعلم بقصة هذه العبارة فهي تطبّق على كل اجترار في الكلام وتكرار في التصرف.
هدف مقالي ليس تعريفكم على الامثال الشعبية العربية، بل شرح معاناة السعوديين مع الامطار التي تتساقط في كل عام والتي تتحول الى سيول تجرف الممتلكات وتؤذي المواطنين والرابط بين المثل الشائع في بلاد الشام والامطار في بلادنا هي التكرار ليس أكثر، ففي كل عام تحدث هذه الفيضانات يبدأ التراشق والتنصل من المسؤولية حتى أصبحت هذه المسألة أمراً مكرراً وعاديا بالنسبة للسعوديين تماماً مثل قصة ابريق الزيت.
قطع طرقات وانقلاب حافلة من المسؤول؟
تعرضت يوم أمس أحياء في أبها وخميس مشيط الى الغرق بعد هطول أمطار غزيرة على منطقة عسير منذ الصباح وكالعادة تحولت الامطار الى عوائق تقطع الطرقات بسبب عدم وجود تصريف لها. وحمل رئيس بلدية خميس في حديث لموقع "عاجل" مسؤولية ما حصل الى وجود أحياء عشوائية لم تخضع للتخطيط وهي من منعت حدوث التصريف! فمن المسؤول عن ما حدث للمواطنين في هذه الحالة؟ الجواب مبهم كالعادة…
أما بالنسبة لحادثة انقلاب حافلة الطلاب في منطقة عسير وضع المتحدث الرسمي باسم ادارة تعليم عسير محمد العفيفي المسؤولية على عاتق الجميعـ وذلك في اتصال هاتفي مع برنامج "يا هلا". فمن هم الجميع وكيف سيتم محاسبتهم كلهم؟
البلدية قامت بجهود جبارة لفتح الطرقات بعد ساعات قليلة من تسكيرها ولكن أليس من الافضل أن لا تقطع الطرقات بسبب الامطار.
الطلاب في عسير لم يتعرضوا لأي أذى جسدي ولكن ماذا لو وقع ضحايا؟ هدفنا هنا هو تسليط الضوء على مسألة قد مل منها السعوديون وأضحت بمثابة روتين سنوي يحول مواسم الخير الى مواسم الخوف.
