على الرغم من أن عمر الحكاية أكثر من ثلاثة أعوام، إلا أن وسائل إعلام إيرانية معروفة أعادت مؤخرا نشر التحليل الغريب: "ناسا" تخفي حقائق عن روعة ليلة القدر.
فجأة، وبدون سابق إنذار، أُلبست وكالة الفضاء الأمريكية تهمة إخفاء ليلة القدر عن المسلمين. لا يعلم سبب نشر هذه الأخبار إنما التوقيت واضح لا لبس فيه: "تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان" كما قال النبي محمد (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).
الخبر أعادت نشره كل من وكالة "تسنيم" للأنباء وصحيفة "كيهان" غير متداول أبدا. نسبت حديثها إلى "رئيس المجمع العلمي لهيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة" دون أن تقول من هو.
حتى "ناسا" التي اعتادت أن تنفي الروايات حولها لم تعره هذه الأهمية.
ما هي القصة؟
في عام 2012، نقلت وسائل إعلام عربية (الإعلام العالمي لم يعط للرواية أهمية) خبرايقول ان عالما مسيحيا يدعى "كارنر" مجهول باقي الهوية أشهر إسلامه بعد أن اكتشف إعجازا علميا.
مفاد هذا الإعجاز العالمي أن "الأرض ينزل عليها في اليوم الواحد من ۱۰آلاف الى ۲۰ ألف شهاب من العشاء الى الفجر .. غير أن ليلة القدر لا ينزل فيها أي شعاع".
ليس ذلك فقط إنما يقول الخبر "علمت وكالة "ناسا" الأميركية بهذه الحقيقة منذ 10 أعوام لكنهم أخفوها لاسباب تخصهم".
الدليل الثاني هو دكتور مصري الذي يستشهد بحديث مرفوع أن "لَيْلَةَ الْقَدْرِ طَلْقَةٌ بَلْجَةٌ , لا حَارَّةٌ وَلا بَارِدَةٌ , لا سَحَابَ فِيهَا وَلا مَطَرَ وَلا رِيحَ ، وَلا يُرْمَى فِيهَا بِنَجْمٍ , وَمِنْ عَلامَةِ يَوْمِهَا أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ لا شُعَاعَ لَهَا".
هذا الدكتور الذي يعرف بـ"عبد الباسط" أيضا مجهول باقي الهوية، يتهم بأن " أغنياء العرب كلهم مقصرون في نشر الإسلام" بناء على هذه الرواية.
أما الحقيقة فهي؟
صحيفة "الاقتصادية" السعودية نقلت عام 2014 عن عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، قوله إنه لم يثبت علميا أن الشهب تتوقف عن النزول من السماء في ليلة معينة.
واعتبر الزعاق أن ما يشاع عن إخفاء علماء ناسا لتوقف الشهب في ليلة مخصصة "حكايات ساذجة لا أصل لها".
كذلك نسبت صحيفة "اليوم السابع" المصرية مؤخرا إلى رئيس معمل أبحاث الشمس بالمعهد القومي للبحوث الفلكية التابع لوزارة البحث العلمي المصرية قوله أن الأمر "غير صحيح"، معتمدا على دراسة من عام 2000 حتى عام 2014 تثبت زيف الإدعاءات ضد وكالة الفضاء الأمريكية.
