كثيرا ما نسمع بعمليات قتل مروعة يقابلها عمليات انتقام رهيبة فتزرع في أنفسنا الحسرة على الضحايا. لكن ما إن نسمع بأمثلة أخرى حتى نقول في سرّنا: الناس الطيبون كثرٌ على هذه الأرض.
غالب ناصر الحمري البلوي، إسم ستذكره السعوديون كثيرا عندما كل منعطف صعب في هذه الحياة، والسبب هو أنه ضرب مثلاً كبيرا في التسامح والعفو والغفران لا يجرؤ أن يقدم عليه أي إنسان.
البلوي، خسر فلذة كبده منذ 7 سنوات. الرضيعة ذات الأشهر الأحد عشر من عمرها تعرضت للتعنيف والخنق حتى الموت من قبل خادمته في منزله بتبوك عندما كان الأخير وزوجته في مجلس عزاء.
على الرغم من الإحمرار الذي ظهر جلياً على رقبتها إلا أن العائلة لم تشك بأحد حتى قررت الشرطة التحقيق مع الخادمة وكشف جريمة الخنق التي نفذت بالبطانية، ومن ثم سجنها بعد اكتمال عناصر التحقيق.
اليوم، وبعد 7 أعوام من السجن يحصل ما يغيّر حياة الخادمة ذات الجنسية الإندونيسية إذ أن الوالد قرر العفو وإسقاط الدعوى بحقها كي تصبح حرّة.
> كيف أقدم على ذلك؟
يروي البلوي لموقع قناة "العربية" السعودية أن أسبابا عدة دفعته لاتخاذ أحد أصعب قرارات حياته أولها العفو لوجه الله وطلبا لرضاه وثانيها البرّ بوالديه اللذين دائما ما يطالبانه بعتق رقبتها.
ثم يسأل البلوي نفسه: هل ستعود ابنتي إذا لم أسقط العفو عن خادمة "ما زالت صغيرة" والحياة أمامها، خاصة ان الرب رزقه بطفلة وولدين بعد هذه الجريمة المشؤومة.
البلوي المتزوج من ثلاث نساء عاش هذه الأزمة مع الزوجة الثانية والدة الطفلة التي وحتى الآن لم تقتنع "حيث إنها تتأثر بكلام من حولها من النساء" إلا أن القرار النهائي اتخذ من قبله خاصة وأنه يملك الوكالة القانونية التي تسمح له بهذه الخطوة الجريئة.
> الهدية المنتظرة لـ.. الخادمة!
أما المفاجأة الكبرى فكانت حين أفصح غالب في حديثه أنه ينتظر الإفراج عن الخادمة لا للومها على ما فعلت بل لتسهيل تأديتها مناسك الحج تنفيذا لوعد سابق قطعه لها.
الخامة ستغادر بعدها إلى بلادها تاركة عائلة البلوي بدون أي خادمة منذ أن حصلت الجريمة، على الرغم من أن الأخير لديه 10 أولاد و7 بنات من زوجاته الثلاث يعمل على التأليف وبينهن وتربية أولادهنّ تربية حسنة.