"أنا رجل أعيش على صراخ الآخرين، أتغذى على الألم، أنتشي من لحظات التوسل". هكذا وصف رامز جلال نفسه في إحدى حلقاته الحديثة. مشاهد "تعذيب" لا تصدق عرضت ضمن برنامجه "رامز واكل الجو" طرحت أسئلة حول ما إذا كانت هذه المشاهد حقيقية.
لا يكل المقدم المصري من المقالب المرعبة. منذ عام 2011، بدأت قصته مع "رامز ثعلب الصحراء" وكرّت السبحة. بعد أن قصد قعر البحر لتحقيق أهدافه عبر "رامز قرش البحر" العام الفائت، أتى اليوم دور الجو.
القصة أن نجمة أو نجما يدعى إلى حفل افتتاح فندق في دبي مقابل دفع كبير من المال له. كي لا تنكشف هوية الفندق المزورة تم إنشاء موقع إلكتروني وأتى المعدون بعارضين وعارضات يشبهون وجوها عالمية كبيرة.
عند الإنتهاء من حفل الإفتتاح، يأتي رامز جلال الذي غيّر ملامحه على يد خبراء تجميل ليصبح شبيها بالممثل الأمريكي مورغان فريمان، ويعرض على النجم جولة في سماء الإمارة. كيف لا ومكان هذا الفندق الوهمي في "سكاي دايف دبي".
بدأ شهر رمضان الكريم، وبدأ عرض البرنامج الذي كان يحضر له منذ انتهاء رمضان الفائت، على قناة "إم بي سي مصر" و"MBC 1". ومنذ ذلك الحين توالت الإنتقادات اللاذعة لقساوة المشاهد.
صحيفة "اليوم السابع" المصرية الشهيرة انتقدت "تفاهة هذا البرنامج الذى لا يشاهده سوى مجموعة من المراهقين والمراهقات اعتادوا أن يضحكوا حتى على أنفسهم". وشنت هجوما لاذعا على "أسرة البرنامج التى يبدو أنها تفتخر بالفضائح والشتائم وتصدير الوهم للبني آدمين، بتصنيع المواقف الكوميدية بالعافية".
الإنتقادات اللاذعة لم تتوقف الشخصية التي أحدثت ضجة عالمية: باريس هيلتون. المغنية وعارضة الأزياء الامريكية شغلت الصحف العالمية وأعطت لبرنامج جلال انتشارا لم يكن يتوقعه.
بكت هيلتون كثيرا، ولم تصدق ما حصل معها. كتبت على "تويتر": "كانت من أكثر اللحظات رعبا في حياتي، لقد شعرت حقا بأن الطائرة كانت على وشك التحطم، وأننا كلنا سنموت".
> وللمفارقة عادت هيلتون وحذفت التغريدة لسبب مجهول
صحيفة "Huffington Post" وصفت البرنامج بالـ"مقزز"، كذلك رأى موقع "Mashable" بأنه أكثر برامج المقالب بشاعة.
إلى جانب هذا النقد، هرعت المواقع لتحقيق سبق صحفي حول حلقة هيلتون، إلى أن فجّر موقع "TMZ" المتخصص بأخبار هوليوود مفاجأتين متناقضتين.
الأولى أن "باريس" تعتزم مقاضاة جلال والمعدين وكلفت المحامي بالقضية. لكن القصة كانت نقلا عن أصدقاء لهيلتون لم تذكرهم.
إلا أن برنامج "تفاعل COM" على قناة العربية نقل عن مصادر في "إم بي سي" أن القناة لا علاقة لها بإنتاج "رامز واكل الجو"، وإنما اشترت حقوق بثه من قبل الجهة المنتجة للعمل بموجب علاقة تعاقدية. وأضافت المصادر أن إدارة القناة لم يصلها أي شيء رسمي بقضية رفع دعوى بهذا الخصوص.
أما المفاجأة الثانية فكانت مدوية: موقع "TMZ" يصف هيلتون بأنها "ممثلة أفضل مما عرفناها" لأنها على علم بكل المقلب وما حدث كان تمثيلا احترافيا.
كشف الموقع أن البرنامج إتصل بأكثر من ممثل بهوليوود عن طريق المتحدثين الرسميين لهم، وأرسلوا لهم شرحا مفصلا حول مسار "رامز واكل الجو". كما ادعى الحصول على نص التعاقد الذي يقول:
> "سوف نتصرف كما لو أن الأمور لا تسير على ما يرام وسنطلب من الركاب القفز من الطائرة. سوف يصاب الجميع بالذعر إلا أن لدينا هواة القفز من الطائرة على متنها. سنبث ردود الفعل المضحكة لضيوفنا المشاهير خاصة عند برتعبون من قرار القفز"
إذا صحّ هذا النص فسيكون من الصعب على البرنامج تفادي هذه الفضيحة، وستذهب سدى بعض المقالات التي أشادت بتصرف هيلتون أن سألت عن مصير من قفز من الطائرة أثناء تنفيذ المقلب.
هذا ليس الدليل الوحيد إذ انتشر فيديو للفنان هشام عباس يقول في الحلقة "يا رامز سيب أقولك" و"أوعى يا رامز" ما يدل على أن الفنان على علم بأنه إلى جانب رامز جلال وليس رجلا لا يعلم من هو.
في الحقيقة إنها ليست المرة الأولى التي يقال أن مقالب برامج جلال مفبركة، ولعل تصريح المطرب الشعبي عبد الباسط حمودة خير دليل على ذلك العام الفائت.
بغض النظر ومهما كانت الدلائل، الأخبار كثيفة وتتوارد ويجب التأكد من صحتها. لكن الأكيد أن الأسئلة عن هذا الكم من الخوف والرعب الذي لا يصدق مشروعة، ومشروعة جدا.