ثلاثة أيام مرّت ولا معلومة واضحة. الشرطة في حيرة من أمرها والرفاق مصدومون. العائلة العاجزة تحاول جمع ما تيسّر من تقارير والسؤال ما زال حتى اللحظة بدون جواب: من قتل حسين النهدي في مدينة مينوموني الأمريكية؟
إنها الجريمة التي هزّت ولاية ويسكونسن الأمريكية وما زال الغموض يلفّها بعد مرور ساعات كثيرة وقعها ثقيل جدا على عائلته ورفاق المبتعث السعودي حسين النهدي.
جديد المعلومات ما صرّح به قائد شرطة مينوموني إريك أتكنسون أن عناصره لم يحددوا بعد أي مشتبه به في الجريمة التي وقعت فجر الأحد قرب محل لبيع البيتزا بجانب جامعة ويسكونسن ستاوت.
إلا أن أتكنسون لم ينف احتمال أن تكون جريمة كراهية، خاصة أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها السعوديون لمضايقات في أمريكا.
كما شدد على أن مسار العدالة سيتحقق طالبا من الجميع التقدم بكل المعلومات والأرقام التي يملكونها عن الضحية النهدي. وبالفعل قدم رفاقه كل المعلومات المتوفرة بطريقة عاجلة.
> 20 ألف دولار مكافأة .. وقصة إناء العسل
التبرعات تزداد والمبلغ وصل إلى 15 ألف دولار أمريكي، كمكافأة لمن يقدم أي معلومة عن منفّذ الجريمة.
وبدأ المواطنون في الولاية والعاملين في جامعة ويسكونسن ستاوت تجميع أموالهم وسرعان ما تمّ جمع هذا الرقم قبل أن يضيف مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير" مبلغ 5 آلاف دولار لتصبح المكافأة 20 ألفا.
كما تبرع رفاق النهدي بتوزيع المنشور على الفور علّهم بذلك يعثرون على القاتل، فكانت الميدنة مغطاة في وقت مبكر من مساء الأربعاء بمئات المنشورات.
إلى ذلك لفت قيام ليندا بارك، التي درست النهدي الإنجليزية كلغة ثانية بوضع إناء عسل بلاستيكي في المكان الذي قتل فيه لأن والده يبيع عسل النحل في المملكة وكان فخوراً جداً بذلك.
كما أشارت بارك إلى أن الضحية كان محبوبا جدا من قبل عدد كبير من الأصدقاء، كما أن ليس لديه عداوات ويحب العلم كثيرا.
> السعوديون خائفون.. والكراهية تزداد
إلى ذلك، ازدادت مشاعر الخوف عند بعض السعوديين المبتعثين، خصوصا أن الجامعة التي كان النهدي يتعلم فيها فيها 142 طالبا سعوديا ولم تتخذ أي إجراءات إضافية لحمايتهم.
وقال الطالب عمر القهمس خلال مؤتمر صحفي أن بعض الآباء القلقين في المملكة العربية السعودية دعوا أبناءهم للحذر وعدم مغادرة المنازل إلا لغرض الدراسة وإبقاء الأبواب موصدة جيدا، علما أن القهمس كان المترجم الأول للنهدي عندما وصل الشاب إلى الحرم الجامعي.
من جهته تحدث المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية جيلاني حسين من الجامعة الأربعاء وقال أنه مع صعود الإسلاموفويا وخطاب الكراهية، تخلق بيئة غير أمنة للمسلمين بغض النظر عن مكان وجودهم.
هذا ولوحظ تضامن كبير عبر وسائل التواصل الإجتماعي مع النهدي، حيث غمز بعض العرب من قناة المرشح الرئاسي دونالد ترامب متهمين خطابه وتحريضه ضدهم بأحد أهم الأسباب التي أدت إلى الجريمة.
