يبدو أن "سلمان الحزم" لقب كان يجب أن يعطى لآخر أبناء الملك عبد العزيز قبل أن يصبح ملكا على البلاد. إليكم الدليل القاطع بشهادة إحدى أميرات الأسرة المالكة.
أثارت الأميرة الجوهرة بنت فيصل بن تركي آل سعود عاصفة كبيرة في السعودية، بعد أن كشفت جوانب خفية في حياة الملك سلمان منذ أن كان أميرا ومحطات لم يكن أحد على علم بها.
الأميرة الجوهرة وفي خلال برنامج "شمعة الدار" مع الإعلامية فاطمة العنيزي على إذاعة الرياض، تحدثت عن دقة لامتناهية لدى خادم الحرمين الشريفين وحزم غير معهود منذ سنوات خلت.
> في العائلة
في المقابلة التي استمرت قرابة نصف ساعة، قالت ابنة الأميرة لولوة بنت عبدالعزيز شقيقة الملك سلمان أن الأخير كان محباً جدا لشقيقته و"يعتبرها أما له وكان بالنسبة لنا الأب الثاني".
وإذ لفتت إلى حرصه الكبير على لمّ شمل العائلة كل يوم أربعاء على الغداء، أشارت إلى انتباهه لأدق التفاصيل حتى إذا غاب أحد هاتفه فورا وسأله عن سبب الغياب.
عندما كان أميرا، حرص سلمان على إضفاء أجواء البهجة عند اجتماع العائلة وكان يطلب من الجميع عدم فتح المواضيع الشائكة أمام الأمراء لأنها ستوتر الجو، بل يطلب سرد النكات لتعم البهجة.
يردد في هذا المجال نكتة يستغرب فيها "الأطفال الذين كنت أراهم دوما لماذا يحبون التصوير معي الآن" ويجسي "يمكن لأني صرت ملك".
تروى الأميرة الجوهرة وهي حاليا رئيس مجلس إدارة مركز والدة الأمير فيصل للتوحد "ذات مرة كان أحد أبنائه غائبا عن العشاء مع والدته وأخواته فكلمه "وينك" أجابه "أنا في البر" فقال "أنا ما قلتلك عماتك ح يتعشون المفروض تكون موجود إرجع الحين من البر" لكنه تراجع كي لا يسرع على الطريق ويصيبه مكروه.
> الحرمة أفضل من ألف رجل!
الملك سلمان فخور جدا ببنات بلده كما تروي الأميرة وبإنجازاتهن في الخارج، حتى أنه يقول للحريم "أثبتم وجودكم أفضل من الرجل (..) الحريم أفضل من ألف رجل" في المملكة.
لكن على الرغم من ذلك، تطالب السعوديات بحقوقهن بينها قيادة السيارة وغيرها، ويبدو أن المملكة متجهة للسماح بذلك لكنها تنتظر الأجواء الملائمة.
غير ذلك، كان يهتم "جدا بالأعمال الخيرية والإنسانية"، ويدعو كل أبناء وبنات العائلة المالكة لمساعدة المواطنين كما يتكلم جدا عن الملك عبد العزيز.
> "سلمان الحزم" .. منذ زمن!
تسرد الأميرة الجوهرة حادثتين غريبتين حصلتا مع أعضاء من الأسرة المالكة، تظهر تشدد الملك سلمان تجاههم منذ أن كان أميرا.
في الرواية الأولى، تقول أن سلمان كان ينام " مع الملك فهد في المستشفى إلى أن توفى الملك".
ذات مرة "سمعنا دوشة واحنا في المستشفى فنزل إلى الأسفل.. لقى شباب بينهم من الأسرة فمسك أولاد العائلة أعطى كل واحد كفّا وقال لهم اقعدوا في السجن زيكم زي غيركم لأن كان هناك جرحى".
وكان هذه الخطوة محط ترحيب حتى أن والدة أحد الشباب هاتفت الأميرة جوهرة وقالت لها "قولي للأمير سلمان أتمنى أن يبقى ابني في السجن لأنه عاصي لا يفكه كي يتأدب وقولي له أشد على يدك لأنك سجنته".
أما الحادثة الثانية فكانت "مع واحدة من بنات إخوانه عندما كان أميرا للرياض .. حصل حادث صدم مع ضابط ورفعوا على السائق غرافة 12 ألف ريال فقالت الأميرة أن المخطئ هو الضابط وليس سائقها".
إتصل فيها الأمير سلمان وقال لها "ح تدفعين الـ12 ألفا وإذا ما عندك أن أدفعها عنك عشان ما ابغى يخطئ احد منن الاسرة وانا اعفى عنه.. حتى لو الضابط كان مخطئا انت ادفعي الغرامة".
> مع الحق.. صارم وحنون في الوقت عينه
تستلهم الأميرة جوهرة من هاتين الروايتين لتقول أن الملك سلمان "لا يفرق بين أحد فالحق حق عنده"، ولعل أبرز دليل في هذا المجال إعدام أمير مؤخرا من العائلة المالكة.
في السياق عينه تقول الأميرة الجوهرة "هو إمام عادل .. حازم .. صارم مع وجود الحنان.. الشدة مع الرقة.. لا يفرق بين أي أحد ولا يميز بيننا وبين أي أحد ثاني.. كان يقول لنا "المواطنون قبلكم".
وتضيف على لسانه "أنت تخدم بلدك.. أي لقب مسكته لا يعني أن تستغل لقبك .. إخدم لقبك بأخلاقك.. أنت سفير بلدك .. كونوا حريصين على تواضعكم وتسامحكم وخدمتكم للبلد".
هذا ولم تخف أن الملك سلمان يحب التاريخ كثيرا ويعرف الأسر في الرياض وتاريخها أسرة أسرة". كيف ولا وهو الذي يقطع برامج حفلات رسمية ليسأل كل واحد عن أنسبائه.
> إستمع إلى المقابلة الكاملة
