شيوخ ليسوا بشيوخ. هم من يفتون والبقية كفار. من هم البقية؟ الليبراليون واليساريون والملحدون وغيرهم من "الزنادقة". إنها انتقاد الفتاوى الغريبة لكن بلغة ساخرة.
"أبو الإيمان"، "أبو قتادة"، "أبو البراء" وغيرهم، شيوخ إفتراضيون على مواقع التواصل الإجتماعي. هي ليست هذه المرة نكات و"ميمز" إجتماعية لا بل إختلك فيها المجتمع بالدين.
على ضوء الأحداث الإرهابية التي تضرب بلداننا العربية إلى جانب الحراكات الإحتجاجية، تفاعل الناشطون بقوة مع "التفاوى" وباتوا يخترعون مثلها. يقلدون "أبو الإيمان" من هنا، ويضعون صور "أبو قتادة" في قوالب ساخرة من هناك.
بدون أي سند شرعي ولا معرفة بأصول الفقه ومقاصد الشريعة، يعلن أحدهم نفسه أنه عضو في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيما يضيف "أبو الإيمان" إلى هذه الصفة أنه "عالم ومفت شرعي ومجاهد مخضرم".
هذا الأخير إنطفأ منذ مدة طويلة على "فيسيوك" و"تويتر" لكن الفتاوى التي قدمها ما زالت حتى اليوم تشكل مادة للسخرية. على سبيل المثال كتب ذات يوم "يجب على المرأة عند ركوبها الدرج المتحرك في السوق أن تدير وجهها عكس إتجاه الدرج، حتى لا ينظر لها من خلفها ويتخيل خيالات محرمة، ففي ذلك إثم عظيم".
فتوى أخرى تقول "لا بأس أن تضع الزوجته في الفرن قليلا ففي ذلك ثلاثة فوائد: تأديب للزوجة، تعليم الزوج الطبخ، إستغناء الزوجة عن الساونا".
أما "أبو البراء" فما زال فاعلا. من آخر فتاواه وليس آرائه "لا بأس بدخول المسلم للبارات الصاخبة و شرب الخمور و نكاح الليبراليات إذا كانت الغاية من ذلك التدرّب على الجنة".
لا بأس أيضا "بالدخول للمواقع الإباحية لعمل unlike للمقاطع كي يشعرون بالفشل وكتابة آيات عذاب و تخويف في التعليقات. حتى يقوم بقرائتها الفاجرين و ربما يتوبون!".
هي فتاوى ستستمر. في المقابل هناك فتاوى شرعية تصدر عن عالمين بالأحكام والقضايا والحوادث. بين الخطين، فاصل كبير وعاقلون يحددون الإتجاهات الصحيحة والخاطئة.